كيف تقدم خديجة إيكان نفسها؟ امرأة مغربية معتزة بهويتها آلأمازيغية ، عادية جدا وأحلم كثيرا،ولدت بالدارالبيضاءوترعرعت فيهاولا أتخيل نفسي في مدينة غيرها، أعشق الطبيعة وأعتبرسوس ينبوعي الذي لا ينضب

لماذا اختيار درب الكتابة عموما؟ لم أحلم أن أكون كاتبة، ومع ظهورالقضية البوسنية ومارافقها من مآسي انسانية، لم أجد أمامي طريقة لبث كل ما يجول في ذهني سوى ورق وقلم، فكانت الكتابة فعل أشبه بطبيب يفحص مخاوفي العميقة، ومع مرور الوقت صرت أكتشف ماللكتابة من دور في التغيير وقدرتها على خلق عالم جديد إن على مستوى الأفراد أو الجماعات

لماذا كتابة الشعر بالذات؟ الشعر لغة خاصة، مؤثرة وعميقة، لغة ذات تأثيرخلاب و أبدي، لقد قرأت أشعارا من قرون ماضية وتساءلت كيف أمكن لكلمات من عمق القرون أن تأثر في أفراد من زمن لاحق، ذلك لأن الروح العذبة الصادقة حين تمتزج بالكلمات تمنح الخلود للمعاني، لقد فهمت من عطاءأت الشعر أنه فن قادر على منح الكثير للعالم، إني أعتبره مثل دين ، فكلاهما رسالة عدالة وحرية.

لماذا الكتابة بالأمازيغية؟ وكيف كانت البداية؟ لم يسبق أن فكرت بالكتابة باللغة الأمازيغية، بالرغم من كوني تساءلت لماذا لم نكن ندرس لغتنا في المدرسة، لكن هذه الأسئلة كانت تتلاشى مع الحياة اليومية، ثم جاءت سنة1998، حين وجدت نصا أمازيغيا من رواية الحمارالذهبي لآبوليوس، إنه مقتطف مترجم من الرواية يحمل عنوان "عشاء في بيت دينكو"، لما كنت أقرأ النص تألقت الدموع في عيني انبهارا بسحر لغتنا الأمازيغية كان ذلك أول لقاء لي مع كتابة أمازيغية جعلتني أفكر جديا في التعبير بلغتنا، وأن أمنح لها شيئا جيدا؛هكذا بدأت بخط أولى كلماتي دون أن أدر إن كانت ستكون قصة أم شعرا، ثم وجدت نفسي تلقائيا أكتب أبياتا شعرية ، البعض يعتقد أنه صعب الكتابة بالأمازيغية، هذا وهم كبير، لقد كتبت كما أنطق، أرسلت كتاباتي إلى موقع سوس الالكتروني، فأحب أصدقاء الموقع نصوصي مما شجعني على التفكير في إصدار كتاب

يعتبر ديوانك ئلودي تمرة سنوات من إنتاج الشعر بالأمازيغية، و نمط الكتابة الشعرية فيه يدرجه ضمن أفق الحداثة، فما سر هذا الاختيار؟ هل هو تعبير عن ثورة ضد التقليد؟ أظن أن هناك أفكارا وأحاسيسا تفرض بنفسها طريقة الكتابة، وشخصيا لم يسبق أن انبهرت بشعر تقليدي وذلك باي لغة كان، أنا أتبع إيقاع روحي، وأثق فيه، أسعى لشعر يمنح الاحساس بالاشياء، يمنح للقصيدة حركة ورونقا، وتأثيرا،إنه أسلوب متجدد و حداثي ، الإيقاع الوحيد الذي أؤمن به هو إيقاع الكلمات الثائرة، والحداثة بالنسبة إلي هي ثورة الكلمات التي تحرك الأشياء من مكانها، تقلب مناخ اللحظة، تجعل المرارة رقة، والشحوب رونقا، ثورة الكلمات التي تمنح التأمل وتأثر عذب غير مفهوم أحيانا، وأعتبر أن اللغة الأمازيغية قادرة على العطاء بأسلوب حداثي يصل إلى روح العالم أكثر من أي أسلوب آخر، فالأسلوب التقليدي ظل مرتبطا بالمناخ الفلكلوري وإن لم يكن كذلك في حقيقته، لكني لمست هذه المسألة في مشاركتي في احدى الملتقيات الشعرية ،حيث كان البعض ينتظر مواويل من الأطلس المتوسط معتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يقال بها الشعر الأمازيغي، وهم مخطئون، فالحداثة في آلاسلوب والالقاء لغة تتقنها اللغة الأمازيغية، وبالنسبة لي الكلمات التي تثور في أساليب رصها و نسجها هي التي تحيي روح القصيدة، والشعر الذي لا يخاف من التجديد ومن لوم الآخرين هو الكفيل بتحقيق الأفضل

يعتبر ديوانك مؤسس الكتابة الشعرية النسوية الأمازيغية بسوس، هل توافقين أصلا على هذا المصطلح؟ أن أمنح شيئا جميلا للأمازيغية كان حلمي، أنا شخصيا اعتقدت أني جئت متأخرة، أماهذا المصطلح فيبقى للنقاد وحدهم أهمية الرأي

يرى بعض النقاد أن الكتابة النسوية الأمازيغية هي عمل احتجاجي مزدوج الأبعاد، احتجاج من الهامش على المركز، احتجاج من المرأة الأمازيغية على الهيمنة الذكورية لاثبات فاعليتها في مجال الإبداع والخروج من شرنقة الحصار الذي يراد فرضه عليها، واحتجاج على هيمنة العروبيين الذين يحتقرون لغة الأمازيغ لاثبات قدرة هذه اللغة على الانخراط في الكتابة الحديثة، هل توافقين على هذا الرأي، وما تعليقك؟ أبعاد الاحتجاج في الكتابة النسوية الأمازيغية مزدوجا بالفعل هناك نساء عانين من سلطة ذكورية لا تقدرمواهب المرأة ، فبحثن عن الانعتاق وولادة جديدة عن طريق الابداع فالرجل لا يعرف ما يفعله بالمراة حين يحتقرها، ،إماأن تنصاع لألم دفين، أو يجعل منها مجرمة أو تتفتق من ارادتها في النجاح طاقات بسببه كانت مجهولة؛، وأخريات ساخطات على الوضع الاجتماعي الاقتصادي المهمش، فيبحثن عن خلق آمال لواقع أفضل، الكاتبة الامازيغية هي امرأة وانسان ككل الناس تفكر وتنتقد و تحلم وتتفاعل مع محيطهاو تعبر بلغتها العريقة. إنهاتكتب بكل اللغات، وأن تكتب باللغة الأمازيغية فهذا احتجاج واضح موجه إلى كل من يستصغر من شأن لغة مغربية عريقة، فهذا الاحتقار لا أساس علمي له ، ونبعه الوحيد هو ذهنية متخلفة متشبعة بكراهية من أجل الكراهية وهذه طامة كبيرة أن تكون مثل هذه الذهنية تتحكم في مصير هوية بكل عمقها الذي هو اللغة، إنه احتجاجي الصارخ ودافعي لاكتب بالامازيغية.لكن مواضيع كتاباتي ليست آحتجاجا فحينما أكتب عن الطبيعة مثلا أكون أبعد الناس عن الاحتجاج الكتابةالنسوية باللغة الامازيغيةلديها رسالتانواحدة للذين لديهم عقدة ما مع اللغة الامازيغية، أقول لهم إنها لغة إبداع انسانية ولم تبدعوا أنتم شيئا تفتخر به الانسانية، فأي ابداع ستبدعه عقليات لا تستحي من الجهر بعدائها للغة أنجبت امبراطوريات في هذا البلد، إنها عقليات غير وطنية، والرسالة الثانية موجهةإلى الكتاب المغاربة أن يخوضوا تجربة الكتابة بالأمازيغية

يتفق أغلب من قرأوا ديوانك الأول على أن قوتك في الكتابة الشعرية تكمن في صورك الممتعة التي تتسم بالبساطة الممتنعة، وفي تيماتك المرتبطة بفضاء الطبيعة وتحولاتها، وفي حضور الآخر بمختلف التجليات في أشعارك، بحيث يهيمن ضمير المخاطب، مما يمنح لنصوصك فرادتها وتميزها في المشهد الشعري الامازيغي، فما العناصر التي تتحكم في اختياراتك الشعرية؟ ولماذا هذا الحضور الملفت للآخر؟ قوة الأشياء والناس والطبيعة تكمن في البساطة، كل ما يؤثث الطبيعة من سهول ووديان ، جبال و أنهار، شروق و غروب، هي مفردات لأشعاري، لاأتخيل ديواني بدون تكريم للطبيعة، كما لا أتخيله بدون تمجيد لقيم انسانية كالحب و العدالة، الوفاء والتقدير،وتيماتي مرتبطة بعمق الانسان وبعلاقته مع الطبيعة والكون واللحظات التي يعيشها مهما بدت صغيرة أنا أمنحها قيمتها ؛ أما الآخر فهو حاضر في ذهني حين أكتب، كما لو كنت مكانه أو كان مكاني، لدي رغبة كبيرة في البوح لهذا أنا أخاطب الآخر الذي أود أن يسمعني، قد أبقى صامتة لا أتكلم لكن روحي تعج بأشيائي الكثيرة التي لم أعد أطيق حبسها في نفسي، فأبثها للذي قد يكون صديقا،شخص مفترض لا قامة له لا لون،لا جنسية، قد لاألتقيه أبدا لكني لن أكف عن مخاطبته . إني أغضب عليه و أحزن من أجله ، نفترق ثم نلتقي ، نتأمل العالم سويا، إني مهووسة بالحوار الذي بغيابه تكون المشاكل بين فردين أو أكثر، لهذا كله كان للمخاطب كل هذا التبجيل في الديوان

تعرف الساحة الأدبية الأمازيغية حركية مشهودة في السنين الأخيرة، ما رأيك؟ تقدم المشهد الثقافي الامازيغي في الآونة الأخيرة هو أصدق تعبير عن حاجات المجتمع المغربي إلى آفاق ديموقراطية و حضارية في التعامل مع تجليات الأدب المغربي، وهذه الحركية تأتي استجابة لارادة الابداع باللغة الأم لدى الشباب المغربي سيكون لذلك أعظم الأثر في تطور الأدب المغربي خاصة وفي تغيير العقليات إلى مستويات ديموقراطية

هل تمة أسماء او توجهات أدبية تأثرت بها في تجربتك الشعرية وطنيا أو خارجيا أو أمازيغيا؟ قبل أن أكون كاتبة، كنت قارئة ومازلت، قرأت كل أصناف الأدب، وفي الشعر لا يمكنني تجاهل حبي الشديد للشعر الفرنسي وتقديري الكبير للشعراء الفرنسيين الذين منحوني عذوبة أدبية، فعن طريقهم آمنت بأن الشعر الصادق خالد في الحياة، يتأثر به أفراد من قرون لاحقة، شعرهم بسيط وجميل لا يحتاج معاجم من القرون الغابرة، أحببت الاغنية الطيبةلpaul verlain وأزهار الألم ل Ccharles beaudlaireوآخرون رائعون، أحببت أيضا قصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، أمازيغيا كنت أستمع للشعر المغنى لصفية ءول تلوات و لمجموعة ءوسمان، إنهم شعراء مختلفين في ألوان كتاباتهم وجميعهم تركوا في انطباعا عميقا منذ أحسست بتجاوبي الروحي معهم

ما بعض المشاكل التي تواجه الكاتب الأمازيغي من خلال تجربتك الخاصة؟ مشكلة التوزيع هي المشكلة العويصة التي واجهتني، ثم الاشهارللكتاب الامازيغي، فكثير من الناس لا يعلمون بتواجد الدواوين الامازيغية في المكتبات، نحتاج إلى استثمار في صناعة متقدمة وتوزيع مناسب للكتاب الأمازيغي

هل من عمل أدبي أمازيغي جديد في الأفق؟ وما هو المشروع الأدبي الذي تشتغلين عليه حاليا؟ أجل هناك عمل جديد أشتغل عليه حاليا، إنه ديواني الثاني

هل فكرت في طرق أبواب الكتابة في أجناس أدبية أخرى كالرواية والقصة القصيرة؟ بطبيعة الحال فكرت، ربما سأخوض في مجال مختلف عن الشعر،يحتاج الامر إلى وقت، وأتمنى أن يكون الغد مبشرا بعمل جديد و مختلف بإذن الله

" name="description">

Ikan Khadija


, , , , , , , , , ,

كيف تقدم خديجة إيكان نفسها؟ امرأة مغربية معتزة بهويتها آلأمازيغية ، عادية جدا وأحلم كثيرا،ولدت بالدارالبيضاءوترعرعت فيهاولا أتخيل نفسي في مدينة غيرها، أعشق الطبيعة وأعتبرسوس ينبوعي الذي لا ينضب

لماذا اختيار درب الكتابة عموما؟ لم أحلم أن أكون كاتبة، ومع ظهورالقضية البوسنية ومارافقها من مآسي انسانية، لم أجد أمامي طريقة لبث كل ما يجول في ذهني سوى ورق وقلم، فكانت الكتابة فعل أشبه بطبيب يفحص مخاوفي العميقة، ومع مرور الوقت صرت أكتشف ماللكتابة من دور في التغيير وقدرتها على خلق عالم جديد إن على مستوى الأفراد أو الجماعات

لماذا كتابة الشعر بالذات؟ الشعر لغة خاصة، مؤثرة وعميقة، لغة ذات تأثيرخلاب و أبدي، لقد قرأت أشعارا من قرون ماضية وتساءلت كيف أمكن لكلمات من عمق القرون أن تأثر في أفراد من زمن لاحق، ذلك لأن الروح العذبة الصادقة حين تمتزج بالكلمات تمنح الخلود للمعاني، لقد فهمت من عطاءأت الشعر أنه فن قادر على منح الكثير للعالم، إني أعتبره مثل دين ، فكلاهما رسالة عدالة وحرية.

لماذا الكتابة بالأمازيغية؟ وكيف كانت البداية؟ لم يسبق أن فكرت بالكتابة باللغة الأمازيغية، بالرغم من كوني تساءلت لماذا لم نكن ندرس لغتنا في المدرسة، لكن هذه الأسئلة كانت تتلاشى مع الحياة اليومية، ثم جاءت سنة1998، حين وجدت نصا أمازيغيا من رواية الحمارالذهبي لآبوليوس، إنه مقتطف مترجم من الرواية يحمل عنوان "عشاء في بيت دينكو"، لما كنت أقرأ النص تألقت الدموع في عيني انبهارا بسحر لغتنا الأمازيغية كان ذلك أول لقاء لي مع كتابة أمازيغية جعلتني أفكر جديا في التعبير بلغتنا، وأن أمنح لها شيئا جيدا؛هكذا بدأت بخط أولى كلماتي دون أن أدر إن كانت ستكون قصة أم شعرا، ثم وجدت نفسي تلقائيا أكتب أبياتا شعرية ، البعض يعتقد أنه صعب الكتابة بالأمازيغية، هذا وهم كبير، لقد كتبت كما أنطق، أرسلت كتاباتي إلى موقع سوس الالكتروني، فأحب أصدقاء الموقع نصوصي مما شجعني على التفكير في إصدار كتاب

يعتبر ديوانك ئلودي تمرة سنوات من إنتاج الشعر بالأمازيغية، و نمط الكتابة الشعرية فيه يدرجه ضمن أفق الحداثة، فما سر هذا الاختيار؟ هل هو تعبير عن ثورة ضد التقليد؟ أظن أن هناك أفكارا وأحاسيسا تفرض بنفسها طريقة الكتابة، وشخصيا لم يسبق أن انبهرت بشعر تقليدي وذلك باي لغة كان، أنا أتبع إيقاع روحي، وأثق فيه، أسعى لشعر يمنح الاحساس بالاشياء، يمنح للقصيدة حركة ورونقا، وتأثيرا،إنه أسلوب متجدد و حداثي ، الإيقاع الوحيد الذي أؤمن به هو إيقاع الكلمات الثائرة، والحداثة بالنسبة إلي هي ثورة الكلمات التي تحرك الأشياء من مكانها، تقلب مناخ اللحظة، تجعل المرارة رقة، والشحوب رونقا، ثورة الكلمات التي تمنح التأمل وتأثر عذب غير مفهوم أحيانا، وأعتبر أن اللغة الأمازيغية قادرة على العطاء بأسلوب حداثي يصل إلى روح العالم أكثر من أي أسلوب آخر، فالأسلوب التقليدي ظل مرتبطا بالمناخ الفلكلوري وإن لم يكن كذلك في حقيقته، لكني لمست هذه المسألة في مشاركتي في احدى الملتقيات الشعرية ،حيث كان البعض ينتظر مواويل من الأطلس المتوسط معتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يقال بها الشعر الأمازيغي، وهم مخطئون، فالحداثة في آلاسلوب والالقاء لغة تتقنها اللغة الأمازيغية، وبالنسبة لي الكلمات التي تثور في أساليب رصها و نسجها هي التي تحيي روح القصيدة، والشعر الذي لا يخاف من التجديد ومن لوم الآخرين هو الكفيل بتحقيق الأفضل

يعتبر ديوانك مؤسس الكتابة الشعرية النسوية الأمازيغية بسوس، هل توافقين أصلا على هذا المصطلح؟ أن أمنح شيئا جميلا للأمازيغية كان حلمي، أنا شخصيا اعتقدت أني جئت متأخرة، أماهذا المصطلح فيبقى للنقاد وحدهم أهمية الرأي

يرى بعض النقاد أن الكتابة النسوية الأمازيغية هي عمل احتجاجي مزدوج الأبعاد، احتجاج من الهامش على المركز، احتجاج من المرأة الأمازيغية على الهيمنة الذكورية لاثبات فاعليتها في مجال الإبداع والخروج من شرنقة الحصار الذي يراد فرضه عليها، واحتجاج على هيمنة العروبيين الذين يحتقرون لغة الأمازيغ لاثبات قدرة هذه اللغة على الانخراط في الكتابة الحديثة، هل توافقين على هذا الرأي، وما تعليقك؟ أبعاد الاحتجاج في الكتابة النسوية الأمازيغية مزدوجا بالفعل هناك نساء عانين من سلطة ذكورية لا تقدرمواهب المرأة ، فبحثن عن الانعتاق وولادة جديدة عن طريق الابداع فالرجل لا يعرف ما يفعله بالمراة حين يحتقرها، ،إماأن تنصاع لألم دفين، أو يجعل منها مجرمة أو تتفتق من ارادتها في النجاح طاقات بسببه كانت مجهولة؛، وأخريات ساخطات على الوضع الاجتماعي الاقتصادي المهمش، فيبحثن عن خلق آمال لواقع أفضل، الكاتبة الامازيغية هي امرأة وانسان ككل الناس تفكر وتنتقد و تحلم وتتفاعل مع محيطهاو تعبر بلغتها العريقة. إنهاتكتب بكل اللغات، وأن تكتب باللغة الأمازيغية فهذا احتجاج واضح موجه إلى كل من يستصغر من شأن لغة مغربية عريقة، فهذا الاحتقار لا أساس علمي له ، ونبعه الوحيد هو ذهنية متخلفة متشبعة بكراهية من أجل الكراهية وهذه طامة كبيرة أن تكون مثل هذه الذهنية تتحكم في مصير هوية بكل عمقها الذي هو اللغة، إنه احتجاجي الصارخ ودافعي لاكتب بالامازيغية.لكن مواضيع كتاباتي ليست آحتجاجا فحينما أكتب عن الطبيعة مثلا أكون أبعد الناس عن الاحتجاج الكتابةالنسوية باللغة الامازيغيةلديها رسالتانواحدة للذين لديهم عقدة ما مع اللغة الامازيغية، أقول لهم إنها لغة إبداع انسانية ولم تبدعوا أنتم شيئا تفتخر به الانسانية، فأي ابداع ستبدعه عقليات لا تستحي من الجهر بعدائها للغة أنجبت امبراطوريات في هذا البلد، إنها عقليات غير وطنية، والرسالة الثانية موجهةإلى الكتاب المغاربة أن يخوضوا تجربة الكتابة بالأمازيغية

يتفق أغلب من قرأوا ديوانك الأول على أن قوتك في الكتابة الشعرية تكمن في صورك الممتعة التي تتسم بالبساطة الممتنعة، وفي تيماتك المرتبطة بفضاء الطبيعة وتحولاتها، وفي حضور الآخر بمختلف التجليات في أشعارك، بحيث يهيمن ضمير المخاطب، مما يمنح لنصوصك فرادتها وتميزها في المشهد الشعري الامازيغي، فما العناصر التي تتحكم في اختياراتك الشعرية؟ ولماذا هذا الحضور الملفت للآخر؟ قوة الأشياء والناس والطبيعة تكمن في البساطة، كل ما يؤثث الطبيعة من سهول ووديان ، جبال و أنهار، شروق و غروب، هي مفردات لأشعاري، لاأتخيل ديواني بدون تكريم للطبيعة، كما لا أتخيله بدون تمجيد لقيم انسانية كالحب و العدالة، الوفاء والتقدير،وتيماتي مرتبطة بعمق الانسان وبعلاقته مع الطبيعة والكون واللحظات التي يعيشها مهما بدت صغيرة أنا أمنحها قيمتها ؛ أما الآخر فهو حاضر في ذهني حين أكتب، كما لو كنت مكانه أو كان مكاني، لدي رغبة كبيرة في البوح لهذا أنا أخاطب الآخر الذي أود أن يسمعني، قد أبقى صامتة لا أتكلم لكن روحي تعج بأشيائي الكثيرة التي لم أعد أطيق حبسها في نفسي، فأبثها للذي قد يكون صديقا،شخص مفترض لا قامة له لا لون،لا جنسية، قد لاألتقيه أبدا لكني لن أكف عن مخاطبته . إني أغضب عليه و أحزن من أجله ، نفترق ثم نلتقي ، نتأمل العالم سويا، إني مهووسة بالحوار الذي بغيابه تكون المشاكل بين فردين أو أكثر، لهذا كله كان للمخاطب كل هذا التبجيل في الديوان

تعرف الساحة الأدبية الأمازيغية حركية مشهودة في السنين الأخيرة، ما رأيك؟ تقدم المشهد الثقافي الامازيغي في الآونة الأخيرة هو أصدق تعبير عن حاجات المجتمع المغربي إلى آفاق ديموقراطية و حضارية في التعامل مع تجليات الأدب المغربي، وهذه الحركية تأتي استجابة لارادة الابداع باللغة الأم لدى الشباب المغربي سيكون لذلك أعظم الأثر في تطور الأدب المغربي خاصة وفي تغيير العقليات إلى مستويات ديموقراطية

هل تمة أسماء او توجهات أدبية تأثرت بها في تجربتك الشعرية وطنيا أو خارجيا أو أمازيغيا؟ قبل أن أكون كاتبة، كنت قارئة ومازلت، قرأت كل أصناف الأدب، وفي الشعر لا يمكنني تجاهل حبي الشديد للشعر الفرنسي وتقديري الكبير للشعراء الفرنسيين الذين منحوني عذوبة أدبية، فعن طريقهم آمنت بأن الشعر الصادق خالد في الحياة، يتأثر به أفراد من قرون لاحقة، شعرهم بسيط وجميل لا يحتاج معاجم من القرون الغابرة، أحببت الاغنية الطيبةلpaul verlain وأزهار الألم ل Ccharles beaudlaireوآخرون رائعون، أحببت أيضا قصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، أمازيغيا كنت أستمع للشعر المغنى لصفية ءول تلوات و لمجموعة ءوسمان، إنهم شعراء مختلفين في ألوان كتاباتهم وجميعهم تركوا في انطباعا عميقا منذ أحسست بتجاوبي الروحي معهم

ما بعض المشاكل التي تواجه الكاتب الأمازيغي من خلال تجربتك الخاصة؟ مشكلة التوزيع هي المشكلة العويصة التي واجهتني، ثم الاشهارللكتاب الامازيغي، فكثير من الناس لا يعلمون بتواجد الدواوين الامازيغية في المكتبات، نحتاج إلى استثمار في صناعة متقدمة وتوزيع مناسب للكتاب الأمازيغي

هل من عمل أدبي أمازيغي جديد في الأفق؟ وما هو المشروع الأدبي الذي تشتغلين عليه حاليا؟ أجل هناك عمل جديد أشتغل عليه حاليا، إنه ديواني الثاني

هل فكرت في طرق أبواب الكتابة في أجناس أدبية أخرى كالرواية والقصة القصيرة؟ بطبيعة الحال فكرت، ربما سأخوض في مجال مختلف عن الشعر،يحتاج الامر إلى وقت، وأتمنى أن يكون الغد مبشرا بعمل جديد و مختلف بإذن الله